أثبت
مورينيو اليوم وبما لا يدع مجالاً للشك بأي طريقه أنه علو كعبه كأحد أفضل
مدربي العالم وأكثرهم جرأة وقوة للشخصية في وقتنا الحالي معطياً درساً
تكتيكياً ونفسياً يستحق منا التوقف عنده .
مورينيو وفريقه كانا في
موقف صعب جداً قبل المباراة نتيجة للأداء المخيب في آخر ثلاث مواجهات وكان
مطالباً بتحقيق الفوز بفريق يعاني من أزمة نفسية واضحة نتيجة الضغوطات
الكبيرة فدخل ليفوز لكنه وجد نفسه متأخراً بعد خمسة عشر ثانية لكن المدرب
الكبير قام بتبديل تكتيكي قلب جميع الموازين عندما أخرج لاسانا ديارا
وأدخل أوزيل ليضرب عصفورين بحجر تكتيكي واحد عندما تجاوز الخلل الظاهر في
مركز الارتكاز الذي كان نقطة ضعف واضحة أربكت الفريق وتوازنه أولاً ودفع
الفريق ثانياً نحو الهجوم من خلال الهجوم بخمسة لاعبين هم دي ماريا وكاكا
وأوزيل ورونالدو وهيغواين ومعهم مارسيلو كلاعب سادس في خطوة تمتلك بعداً
نفسياً واضحاً لتحقيق أكبر انتصار ممكن يعيد الفريق إلى ألقه المفقود .
مورينيو
وجد نفسه أخرى في وضع صعب عندما تلقى هدفاً مع بداية الشوط الثاني وطرد له
أحد أهم لاعبيه وهو ديماريا فما كان منه إلا أن أعاد التوازن للفريق من
خلال إدخال خضيرة وبنزيما ليعيد الأول التوازن الدفاعي المطلوب للفريق
ويسجل الثاني أحد أهداف المباراة ليعيد سيطرة الريال على المباراة .
باختصار
قدم مورينيو درساً المبادرة وإعادة امتلاك زمام المبادرة، ونجح في قيادة
فريقه إلى فوز كبير أعاد له الروح المفقودة ، وقد يقول قائل أن رايو
فاليكانو أضعف من أن يعتبر الفوز عليه انجازاً لمورينيو وزملائه…لكن من
يعرف اسبانيا وصحافتها وأجواءها يدرك تماماً حجم العمل الذي قام به المدرب
البرتغالي خلالها لكن يبقى عليه مسألة حل مشكلة لاعبي الوسط الدفاعي أو
الارتكاز لأن فيهما يكمن توازن الفريق ككل .